الفصل الثاني – "تشويش في البيانات

 في اليوم التالي، دخلتْ مبكرًا هذه المرة.

عشر دقائق قبل موعدها المعتاد.

لكنها لم تجلس في طاولتها.

اختارت طاولة جديدة في الزاوية الأخرى، ظهرها للباب.


("تغيير غير مبرر… هل تحاول التمويه؟")

("هل عرفت أن هناك من يلاحظها؟")


كانت تتحرك بتوتر خفيف، تحاول إخفاءه خلف خطواتها السريعة.

وضعَت الحاسوب على الطاولة، ثم لم تفتحه.

أخرجت دفتراً، وراحت تقلب صفحاته… لا تقرأ، بل تهرب بالنظر.


لم تكن تبكي اليوم، لكن وجهها لم يكن خاليًا من الحزن.

بل بدا وكأنه أنهى البكاء للتو.


("التغير في السلوك متواصل. ليس حدثًا عابرًا.")

("نحن أمام نمط جديد… أزمة طويلة الأمد؟ أم نقطة تحول؟")


ولأول مرة، تردد في نفسه سؤال لم يطرحه من قبل:


"هل عليّ أن أسأل؟"


لكنّه لم يفعل.


بعد حوالي نصف ساعة، أغلقت دفترها بعصبية خفيفة، ووضعت أغراضها في حقيبة الظهر…

ثم غادرت دون أن تلتفت.


هو لم يتحرك، فقط تابعها بعينيه.

وحين عاد إلى ترتيب الطاولات في نهاية نوبته، مرّ بمكانها الجديد…

ووجد شيئًا صغيرًا:

بطاقة مغناطيسية جامعية، نصف مخفية تحت الدفتر.


أمسك بها ببطء، وقلبها بيده.

اسمها الكامل، صورتها، الكلية، رقمها.


تجمد لحظة.

شيء ما في داخله قال:

"هذه ليست مصادفة."


وضع البطاقة في جيبه، دون أن يفكر أكثر.

لكنه شعر

، للمرة الأولى، أن غدًا قد يكون مختلفًا.

تعليقات

المشاركات الشائعة